™NûMîDîa °¨™¤¦ قلب المنتدى ¦¤™¨°
عدد المساهمات : 260 النقاط : 52954 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/07/2010 العمر : 31 الموقع : Morocco
| موضوع: أغلق عينيك حتى ترآني الجمعة يوليو 23, 2010 10:05 pm | |
| أغلق عينيك حتى ترآني السلامـ عليكمـ ورحمة اللّه وبركاته .. هناك فرق كبير بين "السمع" و"الاستماع" و"الإصغاء" و"الإنصات".. ف"السمع" حاسة التقاط الصوت عفويا بدون قصد المستمع (مثل سماعك صوت موسيقى تنبعث من السيارة بقربك). أما "الاستماع" ففعل يقصد منه استراق السمع وتمييزه جيدا (كأن تفتح نافذة سيارتك كي تستمع للموسيقى السابقة). وفي حال أعجبك الصوت ستدخل مرحلة "الإصغاء" حيث التركيز وتفاعل القلب والمشاعر.. أما "الإنصات" فشرط للإصغاء الجيد يتطلب إلغاء الضوضاء وإسكات بقية الأصوات (كأن تطلب من الأطفال السكوت حتى تستمع بشكل أفضل)! وهذه الحالات الأربع فرق بينها القرآن بطريقة بليغة ودقيقة ومناسبة للموقف... فحالة السمع العفوي مثالها (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) وحالة الاستماع بقصد (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) أما الإصغاء التام فمثاله (وإن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) أما طلب الصمت بغرض الاستماع والإصغاء فمثاله (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)! وإذا تأملت هذه الحالات الأربع تجد أن "السمع" هو الحالة العفوية الوحيدة بينها كون ذبذبات الصوت تدخل أذنك بلا استئذان وتهز طبلتك بلا مقدمات.. أما الحالات الثلاث المتبقية فأفعال إرادية مقصودة يمكن التحكم بها أو كسر ترتيبها (بإغلاق نافذة السيارة مثلا).. وما يدهشني بحق هو أن الكفيف تغلب عليه حالة "الإصغاء" ويصبح لديه "الاستماع" حالة عفوية دائمة (بعكس المبصر الذي يبقى في دائرة الاختيار).. بل يمكن القول إن الكفيف تتطور لديه حاسة السمع بمرور الزمن (وتتحول الى إصغاء مستمر)فيرى من خلال الصوت مالا يراه معظم البشر.. وأنا شخصيا مررت قبل أيام بموقف أكد لي هذه الحقيقة مجددا؛ فأثناء تقليبي لقنوات التلفزيون لفت انتباهي رجل كفيف لايغني.. لم أعرف في البداية أنه الموسيقار المشهور عمار الشريعي الذي كان يشرح للمشاهدين كيفية الاستماع والإنصات (ويطلب منهم إغماض أعينهم لرؤية الصوت على حقيقته).. وما أدهشني بحق أنه قدم نماذج صوتية سبق لي سماعها - ولكنه شرحها بطريقة مميزة - وأنا مغمض العينين - [center]فشعرت أنني أراها بالفعل (لدرجة قلت لنفسي : إحنا العُمي ياشيخ)! ويكمن السر هنا في أن حاسة الإبصار تشترك مع حاسة السمع في تقديم صورة مجسمة لما يحدث حولنا. ولكن حين تختفي حاسة الإبصار - بمجرد إغماض العينين - يتحمل السمع كامل العبء ويستعين بالخيال لتعويض فقد البصر.. وتستطيع التأكد من هذه الحقيقة بنفسك إن أغلقت عينيك في شارع مزدحم وحاولت (الإنصات) لحركة السيارات والمارة فيه.. ففي هذه الحالة لن تسمع فقط بشكل أفضل؛ بل سيتدخل خيالك ليعطيك صورة أعمق لما يجري حولك.. وحين يصبح إغماض العينين قدرا دائما (لدى الأعمى) تتطور لديه حالة الإصغاء لدرجة قدرته على تحديد وجهات الصوت وحركة السيارات ومعرفة الأشخاص من وقع أقدامهم.. وبمرور الزمن يتمكن الكفيف فعليا من (رؤية) ما حوله من خلال مزج الصوت بالخيال، والإصغاء بالخبرة.. وهذا المزيج الرائع يفسر كيف أن أشهر "بيت" في وصف الحرب قاله شاعر أعمى لم يشاهد معركة في حياته: كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه (لبشار بن بُرد، ومثار النقع العاصفة الهوجاء).. وحين يغلب على الشاعر المبصر كثرة الإغماض والتخيل لا يعجز عن إبداع بيت مماثل : فادنُ مني وخذ إليك حناني ثم أغمض عينيك حتى تراني (للشاعر اللبناني جورج جرداق) - أيها السادة لنتعلم كيف نغمض أعيننا ونرى العالم بشكل مختلف..
_________
هذا المقـآل للأستاذ/ فهد عامر الأحمدي .. [/center] | |
|
عازف الكلمات القلب النابض
عدد المساهمات : 151 النقاط : 53708 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 10/04/2010
| موضوع: رد: أغلق عينيك حتى ترآني الإثنين يوليو 26, 2010 3:56 pm | |
| جزاكى الله كل خير يا بنوتة على المعلمومات ديه وتسلم ايدك
| |
|
عازفه الكلمات قلب برونزى
عدد المساهمات : 214 النقاط : 52729 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 16/07/2010
| موضوع: رد: أغلق عينيك حتى ترآني السبت يوليو 31, 2010 1:57 am | |
| | |
|